14 آذار والدوار السوري
د.نسيب حطيط
استفاقت قوى 14 آذار مذهولة يتملكها الرعب من صدمة "التسونامي" السوري الذي ضرب بأمواجه تلال بعبدا صعوداً، وهي التي اطمأنت أن مراكبها السياسية تمخر عباب البحر السوري "المنكوب" بنازحيه الحقيقيين أو المزورين الذين فتحت لهم أبواب لبنان وتم استدعائهم مع أسلحتهم "لنصرة" ثورة الأرز المنهارة ،لعل في جحافل المسلحين النازحين الأمل بإغراق قوى المقاومة بالتحالف مع بعض القوى الفلسطينية التي اعترفت بالكيان الإسرائيلي مواربة عبر مشاركتها بحكومة ما يسمى الوحدة أو الوفاق الفلسطيني.
تواصلت الدعايات الكاذبة والأفلام المفبركة من أحفاد يهوذا الإسخريوطي وأحفاد "أبي رغال" عن مزاج وآراء الشعب السوري المناهضة للنظام وظن الكذبة والإنتهازيون أنهم اشتروا الشعب السوري ببطاقة نزوح تمطر حراماً وخيمة وكرتونة أرز وعدس مقابل بيعه وطنه وعرقه وكرامته.
استفاق السوريون من كبوتهم وشاهدوا وعاينوا كيف تهتك أعراضهم باسم ثوار الدين من داعش والنصرة والجهات الإسلامية المتعددة الأسماء،وبدأ المواطن السوري فلاحاً كان أو صناعياً أو طالباً أو عاملاً يستفيق من صدمة "الثورة السورية" وفي جردة حساب لمنظومة القيم الأخلاقية لما يسمى ثوار سوريا نرى ما يلي:
- الذبح وإقتلاع القلوب لكل مخالف للثورة مهما كان مذهبه أو رأيه السياسي سواء كان مع النظام أو ضده فالميزان هل أنت مع الأمير وتنظيمه أم لا ؟
- الإغتصاب والسبي وجهاد النكاح وعرض السوريات للبيع على صفحات التواصل الاجتماعي وفي مخيمات النازحين لنصرة الثورة... وكيف يمكن إنتصار ثورة تعتمد على نوبات حراسة النكاح؟
- استباحة الأعراض والممتلكات الخاصة والعامة والسرقة والنهب والتزوير وكل الموبقات والرذائل التي يمارسها ثوار الشرق الأوسط الجديد.
- التحالف مع العدو الإسرائيلي واستدعاء الأميركي والمستعمر لإغتصاب سوريا !
- نشر الفوضى والرعب والتناحر بين فصائل ثوار الفنادق فتحولت سوريا إلى دويلات وإمارات بعدد أمراء الفصائل ومجرمي القتل.
صمد الشعب السوري وجيشه وقيادته مع حلفائهم، وتهاوت أحلام ثوار الأرز والإخوان والعثمانيون الجدد وأصيبت 14 آذار بالدوار السوري كما أصيب الأميركيون وأمراء الخليج وتحركت العنصرية الآذارية واستعادت ألفاظها وأوصافها وأفعالها الإنتقامية ضد السوريين بإنفعال وتعصب وخيبة أمل وبادرت إلى عقابهم بالأمور التالية:
- تهديد النازحين وإسقاط حقهم باللجوء في حال شاركوا بالإنتخابات السورية أو ذهبوا لزيارة أقاربهم أو تفقد أملاكهم أو للإستشفاء في المشافي السورية خاصة الأمراض المستعصية كالسرطان.
- إحراق خيم السوريين والإعتداء على العمال والبائعين.
- رميهم بالشتائم وكل الأوصاف القبيحة وتغييب كل خطابات الدعم والتضامن والنواح الكاذب على معاناتهم الإنسانية وإنكشاف المتاجرة السياسية بهم وإعادة السلوكيات العنصرية ضد السوريين في تكرار لأفعال داعش والنصرة تحت شعار من ليس معنا فهو ضدنا وتعلن الحرب عليه وتمارس عملية الذبح السياسي والحصار الإقتصادي للنازحين.
- التعامل مع النساء النازحات كبضاعة للبيع والشراء في حالة إهانة وإنتهاك للأعراض وكرامات الناس لمضايقة النازح السوري وفق معادلة الشرف والعرض مقابل رغيف الخبز !!
- الدعوة لطرد السوريين من لبنان لأنهم لا يخدمون أهداف وخطط قوى 14 آذار وأسيادهم في المنطقة.
لقد تهاوت أحلام 14 آذار ... وكلما فكرت قيادات 14 آذار ربحنا وخسروا ... وكل رهاناتهم سقطت ولم يعد أحد منهم الى بيروت عبر مطار دمشق... ولم يسقط النظام وتصوروا أن سوريا الملتهبة بقذائف الغرب والعرب والعدو الإسرائيلي تنجز إنتخاباتها الرئاسية ويتقدم فيها أكثر من 330 ألف طالب للإمتحانات الرسمية فيما لا يستطيع لبنان الممسوك من ثورة الأرز إنجاز إنتخابات رئاسة الجمهورية ولا إجراء الإمتحانات الرسمية ولا إقرار سلسلة الرتب والرواتب ولا إجراء إنتخابات المجلس النيابي التي أنجزتها سوريا في ذروة الأحداث وانتخبت مجلس الشعب السوري في آيار عام 2012..
انني أشفق على قادة 14 آذار الذين سستهملهم اميركا عندما تنضج التسويات وتحفظ مصالحها مقابل تركهم كما فعلت اسرائيل بعملائها اللحديين عند فرارها عام 2000 من الجنوب . اتفهم نوبات الغضب والإنفعال التي أصابتهم لخسارتهم في القمار السياسي وانصحهم بتناول الحبوب المهدئة ودم الإقدام على الإنتحار وأن لا يزيدوا جرعات الإنتقام من السوريين فالأزمة السورية على طريق العودة بإتجاه الحل... وعليهم العودة إلى رشدهم وتقبل الأمر الواقع وهو هزيمة مشروعهم ... وكل ثورة وربيع وأنتم بأتم الصحة والعافية الوطنية والأخلاقية.